|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#5
|
||||
|
||||
تدمير سابق وإعمار حالي
وتشير سجلات الكنائس المسيحية في محافظة دهوك إلى أن النظام الحاكم بين 1968 و 2003 "اعتمد نهج التطهير العرقي ضد كل الأقوام العراقية غير العربية، وبدأ حملته هذه مع التجمعات السكانية المسيحية عام 1975 بتهديم أو تغيير الطبيعة السكانية المتوارثة مع 174 بلدة وقرية مسيحية في المحافظة، وعمليات توطين العرب من وسط العراق وجنوبه كلياً أو جزئياً فيها، بينها قرى (فيشخابور، ديربون، قره غولا، صوريا، بخلوجة، باجده براف، آفزروك شنو، آفزروك حمو، شكفت دلي) الواقعة في أقصى الشطر الشمالي الغربي من العراق، وضمن مجال المثلث الحدودي العراقي مع كل من تركيا (شمالاً) وسورية (غرباً) والتابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك". ويقول روئيل داود، من أهالي قرية ديربون "كانت قريتنا تتكون من حوالى أربعين منزلاً عند تدميرها وطرد سكانها وتوطين العرب فيها عام 1975، وبعد الانتفاضة الكردية عام 1991 غادرها المستوطنون العرب وسكنها الأكراد نتيجة المخاوف التي كانت تراود المسيحيين وتحول دون عودتهم بسبب تهديدات نظام صدام بالهجوم على المنطقة الكردية الآمنة دولياً، لكن بعد القضاء على ذلك النظام، بدأت هذه المخاوف بالزوال، خصوصاً إثر اتفاق حكومة كردستان مع الأكراد الذين سكنوها على مغادرتها لقاء تعويضات قدمتها لهم، وتولت حكومة الإقليم بناء 30 بيتاً وسلمتها هدية للسكان العائدين الى القرية، وكنت أنا أول العائدين عندما استلمت مفتاح أحد هذه المنازل، وعلمت قبل أيام بوجود موافقة حالية لإنشاء 20 منزلاً آخر". ويضيف "ثم شيدت لجنة من أهل الإقليم 74 منزلاً وسلمتها إلى العائدين إضافة إلى 50 منزلاً سيتم تسليمها قريباً، بينما شيد العائدون المتمكنون تسعة منازل لأنفسهم". ويشير داود إلى أن لجنة شؤون المسيحيين في الإقليم "تولت أيضاً ترميم كنيسة القرية وتوسيعها وبناء قاعة ثقافية اجتماعية، وإنشاء شبكة جديدة للماء والكهرباء، وتنظيم مجرى الماء الموجود بجوار القرية لري الحقول". ويقول جونسون عيسى، من بلدة ديانا التي تقع على بعد 170 كيلومتراً، شمال شرقي مدينة اربيل "إن 160 عائلة مسيحية موجودة في البلدة، ويتوقع عودة المزيد من سكانها النازحين قريباً بعد موافقة الجهات المعنية في إقليم كردستان على تشييد المزيد من المنازل ومساعدة العائدين في إقامة مشاريع زراعية وتجارية وصناعية". ازدهار تشهده المنطقة تشكل قرية تللسقف الواقعة إلى شمال الموصل، مثالاً لحال قرى (تلكيف وباطنايا وباقوفا وشرفية والقوش وبخديدا وكرمليس وبرطلة وعشرات غيرها) المسيحية التي فرض عليها النظام السابق العزلة عن شقيقاتها، بعدما قسم "لواء الموصل" الى محافظتي نينوى ودهوك. ويقول باسم مرقس "يمتد تاريخ قريتنا تللسقف، بحسب المدونات الأثرية، الى العهود الأشورية". ويضيف "لكن هذا التوارث لم يرق لنظام صدام في أيامه الأخيرة، فعمد الى مصادرة 400 قطعة من أراضي سكانها وتوزيعها على مواطنين من غلاة نظامه لتغيير هويتها والعبث بمقدرات سكانها". ويؤكد ان أهالي القرية على علاقات طيبة وتعاون دائم منذ مئات السنين مع جيرانهم المسلمين من العرب والكرد "لكن المشكلة كانت في فرض اناس غير مرغوب بهم عليهم، وبعدد كبير وبوسيلة غير مسبوقة". ويعرب مرقس عن تفاؤله بمستقبل القرى المسيحية الرابضة منذ القدم في شمال العراق، ويقول "لقد تطورت تللسقف، كشقيقاتها في اقليم كردستان، حيث الأوضاع آمنة منذ زوال النظام العنصري من العراق، فقد كان عدد سكان القرية قبل ثلاث سنوات حوالى ستة آلاف نسمة وأصبح حالياً بحدود 14 ألف نسمة وهو في زيادة متواصلة، وانتعش اقتصادها بسرعة وفيها حالياً حوالى 160 محلاً تجارياً متنوعاً وثلاث عيادات طبية خاصة وصيدليتان (لم يكن فيها قبل سنتين طبيب او صيدلية) كما اتجه السكان الذين لديهم إمكانات مالية الى مشاريع انتاجية مثل معامل مواد البناء والمزارع وتربية النحل والدواجن والحيوانات". ويوضح، ان تللسقف "اصبحت تملك مقومات المدينة ويتسوق أهلها كل حاجاتهم تقريباً من محالها، كما هي حال القرى الأخرى المجاورة لها، التي تتسارع متطلبات تقدمها الاقتصادي وبحسب ميزاتها الخاصة. فمثلاً قرية شرفية، الواقعة الى شمال تللسقف بحوالى سبعة كيلومترات في منطقة متموجة تسمى (القند – الكند) تشهد حركة في مشاريع المطاعم والترفيه. في قرية (بينداوية) ذات ينابيع المياه الوفيرة، تشهد تسابقاً في إنشاء المشاريع السياحية والسمكية، والأمر نفسه يلاحظ في القرى المسيحية الواقعة قرب دير مار متي (للسريان الارثوذكس) في صدر (جبل مقلوب) على مسافة حوالى ثلاثين كيلومتراً الى الشرق من القوش حيث تشهد المشاريع السياحية تطوراً واسعاً، في المباني وأماكن الراحة والسياحة، وازدحاماً بالوافدين إليها". ويؤكد مرقس ان هذه النهضة السريعة "تعود الى توافر الأمن ورجوع أهل القرى الذين كانوا غادروها في السنين العجاف وتوظيف إمكاناتهم المالية وخبراتهم العملية فيها، اضافة الى الأرض الزراعية الخصبة والمياه الجارية والجوفية والمناخ المعتدل نسبياً صيفاً وشتاء ووجود الأماكن الأثرية والسياحة. وكلها خصائص مشجعة للتقدم الحياتي للمناطق حالياً ومستقبلاً". http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/16/28318.htm
__________________
فليتك تحلو والحياة مريرة___ وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر__ وبيني وبين العالمين خراب |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|