نبؤة .. تعليق .. أستفتاء ( بمناسبة مرض الرئيس مبارك )......(مدموج)

[Pharo Of Egypt]

قصة فريق جمال مبارك "الإصلاحي" و"الحرس القديم"
السفارة المصرية في برلين تنفي خطورة
حالة الرئيس وقرار الجراحة خلال 3 أيام

الثلاثاء 22 يونيو 2004 12:59
"إيلاف" من القاهرة: في وقت تشهد فيه العاصمة المصرية أجواء صيف سياسي ساخن أصبحت محوره الأبرز الآن أنباء الحالة الصحية للرئيس حسني مبارك، فقد نفى متحدث باسم السفارة المصرية في برلين اليوم الثلاثاء الشائعات بأن الرئيس مبارك في حالة خطيرة، مؤكداً "أنه بخير وحالته المعنوية مرتفعة" قبل عملية تجرى له في إحدى مستشفيات مدينة ميونخ الألمانية، المعروفة بسمعتها العالمية في مجال علاج وجراحة العظام.

يأتي هذا في وقت بدأت فيه مجموعة إصلاحية تكتسب قوتها من قيادة نجل الرئيس جمال مبارك لها، عبر رئاسته لأمانة السياسات بالحزب الوطني (الحاكم)، خوض معركة مكتومة مع جناح "المؤبدين"، المعروفين بالحرس القديم، من الوزراء وكبار المسؤولين، الذين يشاع هنا أنهم يدفعون ببعض المنابر الصحافية إلى استهداف شخصيات من هذه المجموعة، في حملات صحافية عاتية، ويشير بعض المراقبين في هذا السياق إلى أن مجموعة السياسات تعتزم حسم هذه المعركة خلال مؤتمر الحزب القادم في ايلول (سبتمبر) المقبل، مستندة في هذا الصدد إلى ما اتخذته من اجراءات تعويم الجنيه، وانشاء المجلس القومي لحقوق الانسان والاعداد لانجازات اخري مثل هيئة منع الاحتكار وجودة التعليم والمجلس القومي للشباب ودعم وحماية الصناعات الصغيرة وغيرها من المنجزات التي خرجت تحت لافتة "أمانة السياسات" التي استحدثت مؤخراً ليرأسها جمال مبارك.

وأزاح فريق جمال مبارك خلال هذه المعركة "المكتومة" عدداً من أركان الحرس القديم في الحزب، ومنهم يوسف والي، نائب رئيس الوزراء والأمين العام للحزب منذ زمن طويل، كما فتح الباب أمام جيل الشباب في محاولة لتجديد دماء الحزب، الذي كان قد أوشك على الوفاة السياسية في الشارع المصري، حيث اختار 200 من الشباب ليكونوا نواة أمانة السياسات.
ويذكر في هذا الصدد أن أبرز لاعبي هذه المجموعة هم رجل الأعمال أحمد عز، والدكتور اسماعيل سراج الدين والدكتور حسام بدراوي، والدكتور محمود محيي الدين، والدكتور محمد كمال، وحاتم عبد الجليل القرنشاوي، وعاليه عبد المنعم المهدي وغيرهم.

وترشح التكهنات المستعرة هنا في القاهرة على أشدها، خروج نحو 15 وزيراً على الاقل في التشكيل الوزاري القادم، وأن الوزراء الجدد سوف يكونون جميعاً من الوجوه الجديدة، وسيكون معظمهم من أساتذة الجامعات فضلاً عن خروج 15 محافظاً أيضاً تحل محلهم وجوه من كبار ضباط الجيش والشرطة ومستشارين قضائيين كبار.

ويعالج حالياً الرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 76 عاما من انزلاق غضروفي بين الفقرات القطنية في وقت تروج فيه بورصة التوقعات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة، والتي كان معلناً أنها ستتسلم مهام عملها قبل نهاية الشهر الجاري غير أن سفر مبارك في رحلته العلاجية هذه، والإعلان عن اختياره لرئيس الوزراء عاطف عبيد ليتولى صلاحيات رئيس الجمهورية أثناء غيابه، قد أضفى على المشهد مزيداً من الغموض، خاصة وأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن قيام مبارك بإجراء عملية جراحية، وهو ما ألزمه وفق الدستور بتكليف شخص القيام بصلاحياته والإعلان عن ذلك، وقد اختار مبارك للقيام بذلك رئيس الحكومة، وأصدر قراراً جمهورياً يقضي بأن يباشر عبيد "موقتاً الاختصاصات الدستورية والقانونية لرئيس الجمهورية الى حين عودته لمباشرة مهام عمله"، وليس "إلى حين عودته إلى البلاد"، إذ أنه من المنطقي أن تتطلب جراحة في العمود الفقري إلى "فترة نقاهة"، فضلاً عن "كورس" طبي مكثف للعلاج الطبيعي والتمرينات، وهو الأمر الذي يقرر طبيعته ومدته الزمنية، الفريق الطبي المعالج للرئيس المصري.

ونقل التلفزيون المصري الحكومي يوم أمس الاثنين عن البروفيسيور هاينز مايكل ماير، رئيس وحدة العمود الفقري بمركز العظام في ميونيخ، قوله إن المشكلة تتعلق بانزلاق غضروفي بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية وان الامر يستحق محاولة العلاج غير الجراحي"، واستناداً إلى ذلك فقد قرر فريق الاطباء المعالجين تأجيل الجراحة بضعة أيام لمعرفة ما اذا كان مبارك سيستجيب للعلاج غير الجراحي أولاً أم لا.

أما اليوم فقد نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن محمد جعفر المتحدث باسم السفارة المصرية في برلين قوله إن "الرئيس في حالة صحية ومعنوية ممتازة"، ونفي شائعات ترددت في أسواق المال عن أنه في حالة صحية خطيرة، مضيفاً أن "الاستماع للشائعات لا يقود إلى شيء، الشائعات في كل مكان، لكنه في حالة معنوية جيدة، وصحته جيدة بل وممتازة أيضاً".
ومضى جعفر قائلاً إن الاطباء يرون أن "العلاج سوف يحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام قبل أن يظهر تأثيره، وعلى ضوء ذلك سوف يتخذون قرارهم".

وكانت الشائعات قد تواترت عن صحة مبارك بعد أن أرجأ اجتماعين هذا الشهر مع زوار مهمين. وقال المسؤولون في احدى المناسبات انه تعرض لالتواء في كاحله، وفي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شعر باعياء وهو يلقي خطابا في مجلس الشعب (البرلمان) وأرجع المسؤولون ذلك الإعياء إلى جرعة مضاد حيوي عالية، تناولها الرئيس مبارك للعلاج من نزلة برد حادة ألمت به حينئذ.

http://www.elaph.com.:9090/elaph/ara...08798040475900